هذه الأمة على موعد مع الدم ... دم يلون الأفق ... دم يلون الأرض ... دم يلون التاريخ .. دم يلون الدم .. ونهر الدم لا يتوقف ... دفاعاً عن العقيدة .. دفاعاً عن الأرض والأفق والتاريخ .. دفاعاً عن الحق والحرية والعدل والكرامة ....        كلما جئتك راجعت الصبا        فأبت أيامه أن ترجعا        قد يهون العمر إلا ساعة        وتهون الأرض إلا موضعا        ***        أهلاً وسهلاً بكم وأتمنى لكم أوقاتاً سعيدة…       
المعلــــــــم: July 2005

المعلــــــــم

Tuesday, July 19, 2005

اخوة ولكن




وإخــوانٌ حسبتهمُ سيوفاً
فكانوها ولكــن للأعادي

وخلتهمو سهاماً صائبات
فكانوها ولكن في فؤادي

وقالوا قد صَفَتْ منا قلوب
لقد صدقوا ولكن عن ودادي

وقالوا قد سعينا كل سعي
لقد صدقوا ولكن في فسادي

يقول الفضل بن العباس

لاتطمعوا أن تهينونا ونكرمـكم
وأن نكفّ الأذى عنكم وتؤذونا

الله يعلم أنــّـا لا نحــبكُمُ
ولا نلومكّمّ إن لم تحبونـــا




قصــة مثل




يذكر أن طرفة ابن العبد في أحد سفراته التي طوى فيها الصحاري والغفار وبعد مسيرة يوم نزل في منطقة يقال لها معمر وعلى مقربة منها غدير ماء فذهب طرفة بفخ له ونثر حوله الحب لعل وعسى أن يصطاد شي من تلك الطيور ولسوء حظه لم يصد شي وفي نهاية اليوم حمل فخه ورجع إلى عمه وبمجرد حملة للفخ أقبلن سراعا يلقطن ما نثر من الحب يقول طرفة

يالك من قنبرة بمعــمر .. خلا لك الجو فبيضي واصفري
ونقري ما شئت ان تنقري .. قد رحل الصياد عنك فابشري
ورفع الفخ فماذا تحـذري .. لابد من صيدك يوما فاصبري

ومن هنا صار المثل القائل " خلا لك الجو فبيضي واصفري " ويقابله " غاب القط إلعب يا فار " ، وقد عارضه بعضهم فقال
خلا لكِ الجو فغني واطربي .. وخرِّبي ما شئتِ أن تُخَرِّبي




Wednesday, July 06, 2005

بك أستجير فمن يجير سواك




بك أستجير فمن يجير سواكـا
فأجر ضعيفاً يحتمي بحماكـا

إني ضعيف أستعين على قوى
ذنبي ومعصيتي ببعض قواكـا

أذنبت ياربي وآذتنـي ذنـوب
مالهـا مـن غافـر الاكــا

دنياي غرتني وعفوك غرنـي
ما حيلتـي فـي هـذه أو ذاك

يا مدرك الأبصار والأبصار لا
تـدري لـه ولكنهـه إدراكـا

إن لم تكن عيني تراك فإننـي
في كل شيء أستبيـن علاكـا

يا منبت الأزهار عاطرة الشذا
هذا الشذا الفواح نفح شذاكـا

رباه ها أنذا خلصت من الهوى
واستقبل القلب الخلي هواكـا

وتركت أنسي بالحياة ولهوها
ولقيت كل الأنس في نجواكـا

ونسيت حبي واعتزلت أحبتي
ونسيت نفسي خوف أن أنساكا

أنا كنت ياربي أسير غشـاوة
رانت على قلبي فضل سناكـا

واليوم ياربي مسحت غشاوتي
وبدأت بالقلب البصيـر اراكـا

يا غافر الذنـب العظيـم وقابـلاً
للتـوب قلـب تائـبـاً ناجـاكـا

يارب جئتك ثاويـاً أبكـي علـى
مـا قدمتـه يـداي لا أتبـاكـى

أخشى من العرض الرهيب عليك يا
ربـي وأخشـى منـك إذ ألقاكـا

يارب عدت إلـى رحابـك تائبـاً
مستسلمـاً مستمسكـاً بعـراكـا

مالي ومـا للأغنيـاء وأنـت يـا
ربـي الغنـي ولا يحـد غنـاكـا

مالي ومـا للأقويـاء وأنـت يـا
ربي عظيـم الشـأن مـا أقواكـا

إني أويت لكل مأوى فـي الحيـاة
فمـا رأيـت أعـز مـن مأواكـا

وتلمست نفسي السبيل إلى النجاة
فلم تجد منجـى سـوى منجاكـا

وبحثت عن سر السعـادة جاهـداً
فوجدت هذا السـر فـي تقواكـا

فليرضى عني الناس أو فليسخطوا
أنا لم أعد أسعـى لغيـر رضاكـا

أدعـوك ياربـي لتغفـر حوبتـي
وتعينـنـي وتمـدنـي بهـداكـا

فاقبل دعائي واستجب لرجاوتـي
ما خاب يوماً من دعـا ورجاكـا

يارب هذا العصـر ألحـد عندمـا
سخّـرت ياربـي لـه دنيـاكـا

ما كان يطلـق للعـلا صاروخـه
حتـى أشـاح بوجهـه وقلاكـا

أوما درى الإنسان أن جميع مـا
وصلت إليه يـداه مـن نعماكـا

يا أيهـا الإنسـان مهـلاً واتئـد
واشكر لربك فضـل مـا أولاكـا

أفـإن هـداك بعلمـه لعجيـبـه
تـزورََََّ عنـه وينثنـي عِطفاكـا

قل للطبيب تخطفته يـد الـردى
يا شافي الأمراض من أرداكـا ؟

قل للمريض نجا وعوفي بعدمـا
عجزت فنون الطب ، من عافاكا ؟

قل للصحيح يموت لا مـن علـة
من بالمنايا يا صحيـح دهاكـا ؟

قل للجنين يعيـش معـزولاً بـلا
راع ٍ ومرعى ما الذي يرعاكـا ؟

قل للوليد بكى وأجهـش بالبكـا
عند الـولادة ماالـذي أبكاكـا ؟

وإذا ترى الثعبان ينفـث سمـه
فاسأله من ذا بالسموم حشاكـا ؟

واسأله كيف تعيش يا ثعبـان أو
تحيا وهذا السـم يمـلأ فاكـا ؟

واسأل بطون النحل كيف تقاطرت
شهداً وقل للشهد مـن حلاكـا ؟

بل سائل اللبن المصفى كان بين
دم وفرث مـن الـذي صفاكـا ؟

وإذا رأيت الحي يخرج من ثنايـا
ميـت فاسألـه مـن أحيـاكـا ؟

قل للهواء تحسه الأيدي ويخفـى
عن عيون الناس مـن أخفاكـا ؟

وإذا رأيت البدر يسـري ناشـراً
أنواره فاسألـه مـن أسراكـا ؟

وإذا رأيت النخل مشقوق النـوى
فاسأله من يا نخل شق نواكـا ؟

وإذا رأيت النـار شـبّ لهيبهـا
فاسأل لهيب النار مـن أوراكـا ؟

وإذا ترى الجبل الأشم مناطحـاً
قمم السحاب فسله من أرساكـا ؟

وإذا ترى صخراً تفجـر بالميـاه
فسله من بالماء شـق صفاكـا ؟

وإذا رأيت النهر بالعـذب الـزلال
جرى فسله مـن الـذي أجراكـا ؟

وإذا رأيت البحر بالملح الأجـاج
طغى فسله مـن الـذي أطغاكـا ؟

وإذا رأيت الليـل يغشـى داجيـاً
فاسأله من يا ليل حـاك دجاكـا ؟

وإذا رأيت الصبح يسفر ضاحيـا
فاسأله من يا صبح صاغ ضحاكا ؟

هذي العجائب طالما أخـذت بهـا
عينـاك وانفتحـت بهـا أذناكـا

والله في كـل العجائـب مبـدع
إن لم تكن لتـراه فهـو يراكـا

يا أيها الإنسـان مهـلاً مالـذي
بالله جـل جـلالـه أغـراكـا ؟

فاسجـد لمـولاك القديـر فإنمـا
لابـد يومـاً تنتـهـي دنيـاكـا

وتكون في يـوم القيامـة ماثـلاً
تجزى بمـا قـد قدمتـه يداكـا




Tuesday, July 05, 2005

قصيدة أنشوَدة المَطرَ – بدر شاكر السياب



عيناكِ غابتا نخيلٍ ساعةَ السحَرْ
أو شُرفتان راح ينأى عنهما القمر
عيناك حين تبسمان تورق الكرومْ
وترقص الأضواء كالأقمار في نهَرْ
يرجّه المجذاف وهْناً ساعة السَّحَر
كأنما تنبض في غوريهما ، النّجومْ
وتغرقان في ضبابٍ من أسىً شفيفْ
كالبحر سرَّح اليدين فوقه المساء
دفء الشتاء فيه وارتعاشة الخريف
والموت ، والميلاد ، والظلام ، والضياء
فتستفيق ملء روحي ، رعشة البكاء
ونشوةٌ وحشيَّةٌ تعانق السماء
كنشوة الطفل إِذا خاف من القمر
! كأن أقواس السحاب تشرب الغيومْ
وقطرةً فقطرةً تذوب في المطر
وكركر الأطفالُ في عرائش الكروم
ودغدغت صمت العصافير على الشجر
أنشودةُ المطر
... مطر
... مطر
... مطر
تثاءب المساء ، والغيومُ ما تزالْ
تسحُّ ما تسحّ من دموعها الثقالْ
كأنِّ طفلاً بات يهذي قبل أن ينام
بأنَّ أمّه – التي أفاق منذ عامْ
فلم يجدها ، ثمَّ حين لجّ في السؤال
قالوا له : بعد غدٍ تعودْ
لا بدَّ أن تعودْ
وإِنْ تهامس الرفاق أنهَّا هناكْ
في جانب التلّ تنام نومة اللّحودْ
تسفّ من ترابها وتشرب المطر
كأن صياداً حزيناً يجمع الشِّباك
ويلعن المياه والقَدَر
وينثر الغناء حيث يأفل القمرْ
... مطر
... مطر
أتعلمين أيَّ حُزْنٍ يبعث المطر ؟
وكيف تنشج المزاريب إِذا انهمر ؟
وكيف يشعر الوحيد فيه بالضّياع ؟
بلا انتهاء – كالدَّم المراق ، كالجياع
كالحبّ ، كالأطفال ، كالموتى – هو المطر
ومقلتاك بي تطيفان مع المطر
وعبر أمواج الخليج تمسح البروقْ
سواحلَ العراق بالنجوم والمحار
كأنها تهمّ بالشروق
فيسحب الليل عليها من دمٍ دثارْ
أَصيح بالخليج : يا خليجْ
يا واهب اللؤلؤ ، والمحار ، والرّدى
فيرجعُ الصّدى
كأنّه النشيجْ
يا خليج
يا واهب المحار والردى
أكاد أسمع العراق يذْخرُ الرعودْ
ويخزن البروق في السّهول والجبالْ
حتى إِذا ما فضَّ عنها ختمها الرّجالْ
لم تترك الرياح من ثمودْ
في الوادِ من أثرْ
أكاد أسمع النخيل يشربُ المطر
وأسمع القرى تئنّ ، والمهاجرين
يصارعون بالمجاذيف وبالقلوع
عواصف الخليج ، والرعود ، منشدين
... مطر
... مطر
... مطر
وفي العراق جوعْ
وينثر الغلالَ فيه موسم الحصادْ
لتشبع الغربان والجراد
وتطحن الشّوان والحجر
رحىً تدور في الحقول ... حولها بشرْ
... مطر
... مطر
... مطر
وكم ذرفنا ليلة الرحيل ، من دموعْ
ثم اعتللنا – خوف أن نلامَ – بالمطر
... مطر
... مطر
ومنذ أنْ كنَّا صغاراً ، كانت السماء
تغيمُ في الشتاء
ويهطل المطر
وكلَّ عام – حين يعشب الثرى – نجوعْ
ما مرَّ عامٌ والعراق ليس فيه جوعْ
... مطر
... مطر
... مطر
في كل قطرة من المطر
حمراءُ أو صفراء من أجنَّة الزَّهَرْ
وكلّ دمعةٍ من الجياع والعراة
وكلّ قطرة تراق من دم العبيدْ
فهي ابتسامٌ في انتظار مبسم جديد
أو حُلمةٌ تورَّدتْ على فم الوليدْ
في عالم الغد الفتيّ ، واهب الحياة
... مطر
... مطر
... مطر
سيُعشبُ العراق بالمطر
أصيح بالخليج : " يا خليج
يا واهب اللؤلؤ ، والمحار ، والردى
فيرجع الصدى
كأنَّه النشيج
" يا خليج
يا واهب المحار والردى
وينثر الخليج من هِباته الكثارْ
على الرمال ، رغوه الأُجاجَ ، والمحار
وما تبقّى من عظام بائسٍ غريق
من المهاجرين ظلّ يشرب الردى
من لجَّة الخليج والقرار
وفي العراق ألف أفعى تشرب الرَّحيقْ
من زهرة يربُّها الفرات بالنَّدى
وأسمع الصدى
يرنّ في الخليج
... مطر
... مطر
... مطر
في كلّ قطرة من المطرْ
حمراء أو صفراء من أجنَّةِ الزَّهَرْ
وكلّ دمعة من الجياع والعراة
وكلّ قطرةٍ تراق من دم العبيدْ
فهي ابتسامٌ في انتظار مبسمٍ جديد
أو حُلمةٌ تورَّدت على فم الوليدْ
في عالم الغد الفتيّ ، واهب الحياة
ويهطل المطرْ




Sunday, July 03, 2005

كتب منشورة


    قامت صحيفة الشرق الأوسط بنشر أجزاء من كتاب السلام المفقود
    والذي يتحدث عن خفايا الصراع في الشرق الأوسط

    ولقراءة هذه الأجزاء إضغط


    أو إضغط على الصورة


    Image hosted by Photobucket.com