هذه الأمة على موعد مع الدم ... دم يلون الأفق ... دم يلون الأرض ... دم يلون التاريخ .. دم يلون الدم .. ونهر الدم لا يتوقف ... دفاعاً عن العقيدة .. دفاعاً عن الأرض والأفق والتاريخ .. دفاعاً عن الحق والحرية والعدل والكرامة ....        كلما جئتك راجعت الصبا        فأبت أيامه أن ترجعا        قد يهون العمر إلا ساعة        وتهون الأرض إلا موضعا        ***        أهلاً وسهلاً بكم وأتمنى لكم أوقاتاً سعيدة…       
المعلــــــــم: August 2005

المعلــــــــم

Sunday, August 28, 2005

صامت لو تكلما


Image hosted by Photobucket.com



لا تسل عن سلامته روحه بين راحته
بدّلته همومه كفناً من وسادته
يرقبُ الساعة التي بعدها هولُ ساعته
شاغلٌ فكر من يراهُ بإطراق هامته
بين جنبيه خافقٌ يتلظّى بغايته
من رأى فحمةَ الدّجى أضرمت من شرارته
حمّلته جهنّمٌ طرفاً من رسالته
هو بالباب واقفُ والرّدى منهُ خائفُ
فاهدأي يا عواصف خجلاً من جراءته
صامتٌ لو تكلّما لفظّ النّارَ والدّما
قُل لمن عاب صمتهُ خُلق الحزمُ أبكما
وأخو الحزم لم تزل يدُهُ تسبقُ الفما

لا تلوموه ، قد رأى منهجَ الحقّ مظلما
وبلاداً أحبّها رُكنُها قد تهدّما
وخصوماً ببغيهم ضجّت الأرضُ والسّما
مرّ حينٌ ، فكاد يقتلُهُ اليأسُ ، إنّما
هو بالباب واقفُ والرّدى منه خائفُ
فاهدأي يا عواصف خجلاً من جراءتهْ




Monday, August 08, 2005

وقفـة على طلل





مالي وللنجــم يرعاني وأرعاه
أمسى كلانا يعاف الغمض جفناه

لي فيـك يا ليل آهـات أرددها
أواه لو أجدت المحــزون أواه

لا تحسبني محباً أشتكي وصـباً
أهون بما في سبيل الحـب ألقاه

إني تذكرت والذكــرى مؤرقة
مجـداً تليـداً بايدينا أضعنــاه

ويح العروبة كان الكون مسرحها
فأصبحت تتـوارى في زوايـاه

أنى أتجهت إلى الإسلام في بلـد
تجده كالطير مقصوصاً جناحـاه

كم صرفتنا يد كنا نصرفــها
وبات يحكمنا شعب ملكنــاه

هل تطلبون من المختار معجزة
يكفيه شعب من الأجداث أحياه

من وحد العرب حتى صار واترهم
إذا رأى ولد الموتــور اخـاه

وكيف ساس رعاة الشاة مملكـة
ما ساسها قيصر من قبل أو شاه

ورحب الناس بالإسلام حين رأوا
ان الإخاء وأن العدل معــزاه

يا من رأى عمر تكسـوه بردته
والزيت ادم له والكـوخ ماواه

يهتز كسرى على كرسيه فرقاً
من بأسه وملوك الروم تخشاه

هي الحنيفة عين الله تكلؤهـا
فكلما حاولـوا تشويهها شاهوا

سل المعالي عنا إننا عــرب
شعارنا المجد يهوانا ونهـواه

هي العروبة لفظ إن نطقت بـه
فالشرق والضاد والإسلام معناه

استرشد الغرب في الماضي فأرشده
ونحـن كان لنـا ماض نسـيناه

إنا مشينا وراء الغرب نقتبس من
ضيائــه فأصـابتنا شـظاياه

بالله سل خلف بحر الروم عن عرب
بالأمس كانوا هنا ما بالهم تاهــوا

فإن تراءت لك الحمراء عن كثب
فسائل الصرح أين المجد والجاه

وانزل دمشق وخاطب صخر مسجدها
عمن بناه لعل الصخــر ينعــاه

وطف ببغداد وابحث في مقابرهـا
عل امرءاً من بني العباس تلقـاه

أين الرشيد وقد طاف الغمام به
فحين جاوزا بغداد تحــداه

هذي معالم خرس كل واحدة
منهن قامت خطيباً فاغراً فاه

الله يشهد ما قلبت سيرتهـم
يوماً وأخطأ دمع العين مجراه

ماضٍ نعيشُ على أنقاضه أمماً
ونستمد القوى من وحي ذكراه

لا دردر أمرئ يطري أوائلــه
فخراً ، ويطرق إن سألته ما هو

إني لأعتبر الإسلام جامعــة
للشرق لا محض دين سنه الله

أرواحنا تتلاقى فيه خافقــة
كالنحل إذ يتلاقى في خـلاياه

دستور الوحي والمختار عاهلـه
والمسلمون وإن شتوا رعايـاه

لا هم قد أصبحت أهواؤنا شيعاً
فامنن علينا براع أنت ترضـاه

راع يعيد إلى الإسلام سيرتـه
يرعى بنيه وعين الله ترعـاه




Friday, August 05, 2005

عابرون في كلام عابر


Image hosted by Photobucket.com


أيها المارون في الكلمات العابرة
احملوا أسمائكم وانصرفوا
وأسحبوا ساعاتكم من وقتنا ، وانصرفوا
وخذوا ما شئتم من زرقة البحر ورمل الذاكرة
و خذوا ما شئتم من صور، كي تعرفوا
إنكم لن تعرفوا
كيف يبني حجر من أرضنا سقف السماء
أيها المارون بين الكلمات العابرة
منكم السيف - ومنا دمنا
منكم الفولاذ والنار - ومنا لحمنا
منكم دبابة أخري - ومنا حجر
منكم قنبلة الغاز - ومنا المطر
وعلينا ما عليكم من سماء وهواء
فخذوا حصتكم من دمنا وانصرفوا
وادخلوا حفلة عشاء راقص ... وانصرفوا
وعلينا ، نحن ، أن نحرس ورد الشهداء
وعلينا ، نحن ، أن نحيا كما نحن نشاء
أيها المارون بين الكلمات العابرة
كالغبار المر ، مروا أينما شئتم .. ولكن
لا تمروا بيننا كالحشرات الطائرة
فلنا في أرضنا ما نعمل
ولنا قمح نربيه ونسقيه ندى أجسادنا
و لنا ما ليس يرضيكم هنا
حجر أو حجل
فخذوا الماضي ، إذا شئتم ، إلى سوق التحف
وأعيدوا الهيكل العظمي للهدهد ، إن شئتم
على صحن خزف
فلنا ما ليس يرضيكم : لنا المستقبل
ولنا في أرضنا ما نعمل
أيها المارون بين الكلمات العابرة
كدّسوا أوهامكم في حفرة مهجورة ، وانصرفوا
وأعيدوا عقرب الوقت إلى شرعية العجل المقدس
أو إلى توقيت موسيقى المسدس
ولنا ما ليس يرضيكم هنا ، فانصرفوا
ولنا ما ليس فيكم : وطن ينزف شعبا ينزف
وطنا يصلح للنسيان أو للذاكرة
أيها المارون بين الكلمات العابرة
آن أن تنصرفوا
وتقيموا أينما شئتم ولكن لا تقيموا بيننا
آن أن تنصرفوا
ولتموتوا أينما شئتم ولكن لا تموتو بيننا
فلنا في أرضنا ما نعمل
ولنا الماضي هنا
ولنا صوت الحياة الأول
ولنا الحاضر، والحاضر ، والمستقبل
ولنا الدنيا هنا .. والآخرة
فاخرجوا من أرضنا
من برنا .. من بحرنا
من برنا ... من بحرنا
من قمحنا .. من ملحنا .. من جرحنا
من كل شيء ، واخرجوا
من ذكريات الذاكرة

أيها المارون بين الكلمات العابرة

محمود درويش
من كتاب عابرون في كلام عابر -
1991