براءة الأم

في مقابلة إذاعية مع مظفر النواب في صوت لندن .. سألته المذيعة عن أعز الناس إليه قال: أمي . ثم بدأ يقرأ قصيدته الشهيرة بالعامية العراقية الشجية ، يصور فيها الشاعر أم تزور ولدها السجين الذي يساومه الطغاة أن يعلن براءته من الحزب السياسي الذي ينتمي إليه بإعلان رسمي في الجريدة مقابل الإفراج عنه ، هذه الأم العجوز التي ضعف بصرها واشتعل الرأس منها شيباً ، ترفض إعلان البراءة وتشد على يد ابنها وجاءت كلمات الأم على لسان الشاعر متوجهة إلى ولدها بعاميتها العذبة

يَبنـي ضـِلعَكْ منْ رجيـته
لضلعي جَبـٌرته وبنيــته
يَبنـي إخذني إلعُرض صدرك
وأحسب الشيب اللي من عمرك جنيته
يَبني طِش العمى بعيني
وجيتك بعين القلب أدبي على الدرب المشيته
شيلة العلاكَة يَبنـي
تِذكر إكتـافي بلعب عمرك عليهن
سنة وجفوفك وردتين على راسي
وبيـك أناغي كل فرح عمري النسيته
يـَبني شوفك يبعث الماي الزلال بعودي و أحيا
وانه ميتة
أبيض عيونك لبن صدري
وسواد عيونك الليل اللي عد مهدك بجيته
وأبنك التوه يناغي الخرز بالكاروك يابني
كَـِتله لاتخاف اليتم جدٌه
كًـِتله يابن وليدي من يجبر على الأيام
تلكًـه حزام أبوك الماطواني وما طويته
تلكَـه منه خطوط اضمهن حدر ضلعي
لحد ما موت بعز على السر الحويته
ياعمد بيتي وكَـمر ليلي
وربيع الشيب والعمر الجنيته
جيت اهزك يـاعمد بيـتي
يكون الدهر ضعضع عظم منك للمِـذَلـٌه للخيانة
وساومت جرحك على الخسة وخفيته
يابني خلي الجرح ينظف
خله يرعف
خله ينزف
يا بني الجرح اليرفض شداده
علم ثِـوٌار ويرَفرِفْ
يَـبني إبن الكلب يرضع من حَليـبي
ولا إبن يشمر لـي خبز البراءة
يابني ياكلني الجلب عظم ولحم
وتموت عيني ولا دناءة
يابني هاي ايام يفرزنهـا الكَـحط أيام محنه
يا بني لا تثلِمْ شَـرَفنـا
يا بني يا وليدي البراءة تظل مدى الأيام عفنة
تدري يابني بكل براءة
كل شهيد من الشعب ينعاد دفنه
وخلي ايدك على شيبي
واحلف بطاهر حليبي
كَـطرة كَـطره
وبنظر عيني العميـــتَه
قلي ما ينهار ركني وأنت أمي
وذاك حزبي
وعز أبوي المالواني وما لويته
قلي ما أهدم حزب بْيديْ بنيته